النزعة الدرامية في الشعر العربي الحديث الومانسي

Abstract

إنّ وجود الدراما في الشعر العربي الحديث الرومانسي، قد أعطى نفسا جديدا للشعر العربي عموما، ولشعرائه خصوصاً، كما أنّ ظهور هذه النّزعة يعدّ منحى من مناحي التّجديد. وإذا كان الشعر العربيّ الحديث مشحون بالنزعة الدرامية، فذلك لأنّ شعراءه كانوا أكثر إحساساً بما يحيط بهم، من مشاعر الافتقاد والغربة والقهر، لا سيما شعراء الرّابطة القلمية، حيث تجلّت عندهم النّزعة الدّرامية أكثر من غيرهم بسبب وجودهم في المهاجر حيث الحياة المادية، والصّراع العنيف بين التيارات الفكريّة. كما أنّ القصيدة العربية القديمة، تحتوي على الكثير من السمات الدرامية والصّراع والحوار وتعدّد الأصوات، إلا أنّها تفتقر إلى عنصر الإدراك المأساوي للحياة، والذي يعدّ من أهمّ عناصر البناء الدرامي. وإذا كانت الدراما لدى الشعراء العرب الرومانسيين، في بداية أمرها تجربة، فإنّها سرعان ما تحوّلت هذه التجربة إلى نزعة، حيث بدت في الكثير من المدوّنات الشعرية، فاتخذت طابعين اثنين هما: الصّراع (الاغتراب) والهروب (البحث عن الخلاص)، مع العلم أنّ الصراع والهروب عنصران أساسيان يساهمان في تشكيل الحدث الدرامي. أمّا الدراسة التطبيقية فتضمّنت المقاربات السيميائية لثلاث نموذجات شعرية: قصيدة (السجينة)، (الدّمعة الخرساء)، (الكمنجة المحطمة) لإيليا أبي ماضي، حيث بدأت بالبحث عن الجوانب الظاهرة من النصوص المذكورة سابقا، ثم انتقلت إلى البؤر الغامضة فيهم، وقد ارتأيت في هذه المقاربة أن أنظر إلى هذه النموذجات انطلاقاً من مكوّناتها الإيقاعية والعجميّة والتركيبيّة ثم سارت هذه المقاربة عبر المحور العمودي، بحثا عن دلالة العنوان وفضاء النّص، ملتفتة إلى عنصر التّناص والمربّع السيميائي.